آدم سواء أن كان فردًا أو جماعًة فإنه كان بدائي جدًا مثل الطفل الصغير كلما أصدرت له أمرًا نفذه، كلما طُلب منه شيء يفعله، لكن هذا الطفل حينما كبر وتشكلت له إرادة واختيار تمكن من أخذ قراره منفردًا وحرية الاختيار من أن تصدر له أمرًا فلا ينفذه، في هذه اللحظة قد أصبح هذا المخلوق لديه إرادة بأن يفعل أو لا يفعل يقرر وينفذ ما قرره، في هذه اللحظة أصبح آدام لديه إرادة أي الحرية والاختيار، وهنا تجدر الإشارة إلى أن الله تعالي لم يخبرنا أنه قد كتب على آدام أن يعصيه كما هو سائد عند كل الناس أن كل شيء مكتوب على بني آدام.
بعد هذه الواقعة علم الله آدم التوبة (فَتَلَقَّىٰۤ ءَادَمُ مِن رَّبِّهِۦ كَلِمَـٰاٍت فَتَابَ عَلَیۡهِۚ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلتَّوَّابُ ٱلرَّحِیمُ) البقرة (37)، أي في حالة اختيار أمر خاطئ يجب عليك يآدم أن تتوب أي ترجع إلى الله وإلى الطريق الصواب لكي تحظى بالجنة في الآخرة. أما إذا اختارت اختيار خاطئ ولم تصوبه بالتوبة فسوف ينالك عقاب الله في الآخرة وتستحق النار بما أوجبته على نفسك بالإضافة إلى العذاب في الدنيا. مثال يرشدنا الله إلى الطريقة الصحيحة في الانفاق والطعام والشراب (وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ) الأعراف (31)، وقوله (وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَىٰ عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَّحْسُورًا) الإسراء (29).
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.