في هذا الكتاب نحاول الوقوف على الأسس المنهجية للوضعية
وتأثيرها في ميدان العلوم الإنسانية، وذلك من خلال الوقوف على دوافع قيام المنهج
الوضعي والمسوغات التاريخية التي دفعت بالمبشرين به الى القول بصلاحيته المطلقة
وإلغاء كل أنماط التفكير الأخرى بما فيها “الدين”. والهدف من وراء ذلك
هو علمنة الأفكار وتهيئ الأذهان لتقبل الفكر الوضعي. فكل شيء خاضع للتجربة، لقد
أصبحت “المادة” – في ظل المنهج الوضعي – مرجعا لكل حقيقة كيفما
كانت سواء بيولوجية أو سيكولوجية أو سوسيولوجية..، ومن ثم الإيمان بأنه لا يوجد
غيبيات أو تجاوز للنظام الطبيعي. فالطبيعة تحوي داخلها كل القوانين التي تتحكم
فيها وكل ما تحتاج إليه لتفسرها، فهي علة ذاتها…، مكتفية بذاتها، وهي واجبة
الوجود. لذا فنحن نحاول من خلال هذا العمل أن نتلمس هذه التأثيرات المنهجية على
مسارات البحث في ميدان العلوم الإنسانية.
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.