إ نّ أعمق معنى للث وّرة يتمث لّ في عدم الّرضى بالعدوان والمذلّة والقهر، وهو تعبير عن الوجود بالت صّدّي
لكّل مظاهر ومشاهد مؤلمة يتعّرض إليها الإنسان، مهما كانت انتماءاته الفكرية والدينية والسّياسية والعلمية
والث قّافية…… فالثوّرة هي رفض صريح ومعلن لكّل أوجه وأنواع المهانة والحرمان وامتهان من طرف القوي
ليستغّل طرفا أو أطرافا ضعيفة مهما كانت هذا السّلطان وقّوته وأدواته والت اّريخ البشري لا يخلو يوما من
مثل هذه المتاهات المظلمة والفصول المتكّررة المخجلة الّتي تنتهك فيها الحرمات بكّل بشاعة وآلام
الفظاظة والعنف ل كاقتل الفكري والمعيشي، والت شّريد والت عّذيب وفنونه المتنّوعة والمبتكرة منها من الإنتاج
الوطني والمستورد ومدارسه المتطّورة والإقصاء والإبادة الجسدية والإخفاء القسري والاحتقار والن فّي، وفي
الت جّويع الجماعي منه الغذائي والفكري والت عّليمي والصّحي تهميشا وتغريبا وتجفيفا وتفقيرا لجميع طبقات
المجتمع المعطّلة والفقيرة أصلا إلى أبسط مقّومات الحياة الدّنيا لإقامة الصُّلب واستمرار الحياة ويكون
هذا الإجراء منظّما ومدروسا يراد به القضاء الت دّريجي على الهوية وال تاّريخ واللّغة والدّين والحضارة. وكانت
هذه وغيرها من جملة الأهداف البعيدة والقريبة للاستعمار الت وّطيني أو المتحكّم عن بعد حيث تكون أّول
غايته تركيع الشّعوب لاستنزاف ثرواتها ومقدّراتها وسلب ممتلكاتها وت حت عنوان الت حّديث والت حّضّر ت دُرج
عدّة برامج لتفكيك المجتمع إلى موالين مدافعين وممانعين مقاومين ويكون الاختراق لضرب كّل الأطراف
المشاغبةب قوة الحديد والن اّر وشراء ذمم الموادعين بتكريس الأمر الواقع بالذّوبان في متاهات حضارة كّل
الغزاة المارقة…
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.